الفصل الثاني: عيش الإنجيل
- بالكامل (3.07 Mo)
- جزء 1 (721 Ko)
- جزء 2 (1.19 Mo)
- جزء 3 (1.31 Mo)
سيبدأ هذا الفصل بسيرة يسوع في الصحراء مع الشيطان. سنتابع مرافقين فرنسيس في جوابه للنداء الذي وجهه الله له في كنيسة سان داميان. أخيرا، سننهي بدراسة للمبدأين ٤و٥من قاعدتنا، مبدأين يشكلان،لنحدد منذ الآن، قلب القاعدة نفسها.
- 0
يسوع في الصحراء مجربا من قبل إبليس
كما
حددنا سابقا،
سننقل أحيانا
في هذا الكتاب
مقاطع مستخرجة
من مؤلفات عدة. سنصغي
اليوم إلى صوفية
تشاركنا في رؤية
خاصة كانت هي
المستفيدة
الوحيدة.
هذه
الصوفية المعروفة
هي ماريا فالتورتا
والمقطع المأخوذ
أدناه، والجزء
من التحليل الذي
يلي، مأخوذين
من الكتاب الإنجيل
ما ظهر لي
* أ
بخصوص هذا العمل
،أوصى
الحبر الأعظم،
البابا بيوس
الثاني عشر إلى
الكهنة وهم
تيلوجيين من
رهبنة خدّام
مريم،الذين
استقبلوا في
جلسة خاصة في
٢٦
شباط ١٩٤٨(انظر
الأوسّرفاتور
رومانو)
:"أنشروا
هذه الآثار كما
هي.
من
يقرأها يفهمها. "في
هذا الكتاب،
سيحدث أن نستعمل
كمرجع لهذا
العمل المدوّن
باللغة الإيطالية
وعنوانه هو.
سنقتبس
من الترجمة
الفرنسية المؤلفّة
من ١٠
أقسام:
إنّ
المراجع التي
ستعطى لاحقاً
في الكتاب تخصّ
النشرة الفرنسية.
IL Poema dell'Uomo-Dio
.
طبعا،
إني أدعوك للإنتباه
لعدم تجسيد
الكثير من التفاصيل
الواقعية.
في صحراء الجليل
بعد
العمادة المعطاة
من قبل يوحنا
المعمدان في
نهر الأردن،
إذ بروح القدس
يوحي ليسوع
بالذهاب إلى
الصحراء.
المقصود
صحراء الجليل :
أرض
قاحلة، وحدة
صخرية وعواصف
رملية من جراء
الهواء.
منذ
أربعين يوما
ويسوع هنا، في
الصوم والصلاة.
السؤال
المحتوم الذي
يخطر في بالنا
هو التالي :
ما
هي أسباب الروح
القدس التي دفعت
بيسوع إلى الصحراء؟
أولا بالطبع
لتحضيره في
مهمته وأيضا
ليكون مجرباً
ما كانا قبله
آدم وحواء في
جنة عدن.
لنتخيل
بسهولة المشهد :
منذ
أربعين يوما،ويسوع
منهوك القوى،
بين حرارة الأيام
التي لا ترحم
وبرد الليالي
القارص.
هو
طبعا ذلك بداعي
الحرمان من
الطعام.
ولكن
هو منهوك بسبب
حنين الأم البعيدة.
بالفعل،
في هذه المرحلة،
يشعر يسوع بحاجته
للحنان الأمومي
لحساسيته كإنسان.
يشعر
أيضا بالعذاب
الذي ينتظره
والألم الذي
سيصيب أمه،
الشخص الوحيد
الذي يحبه حبا
كاملا.
يسوع
حزين...
إن
الحزن ليس بخطيئة
إذا كانت الساعة
مؤلمة.
ولكنها
فقط خطيئة عندما
نستسلم ونقع
في الخمول أو
اليأس.
ولكن
الحزن هو نداء
سحري لإبليس.
وها
هو بالفعل يصل.
رأى
يسوع وهو جالس
على صخرة، رجلا
قادما نحوه.
بدأهذا
الرجل، المتنكر
مثل البدوي،
بالحديث: "هل
أنت وحدك؟ "نظر
إليه يسوع دون
أن يجيب. "كيف
وصلتَ إلى هنا؟
هل أنت تائه؟"
نظر
إليه يسوع من
جديد وسكت.
"لو
كان في مقطرتي
ماء،لأعطيتك.
ولكن
لم يعد لي.
لقد
هلك حصاني وها
أنا أمشي نحوالمعبر.
هناك
سأشرب وسأجد
حتماً أحداً
ليعطيني خبزا.
أنا
أعرف الطريق.
تعال
معي، سأدلك". غض
يسوع عينيه دون
كلام. "ألا
تجيب؟ ألا تعلم
أنك إذا بقيت
هنا ستموت؟ هيا،
تعال". زمّ
يسوع يديه في
صلاة صامتة.
وهنا
، نُزع القناع
وعلم إبليس أنه
كشف أمره فصرخ: "آه !
هذا
فعلا أنت؟ منذ
وقت وأنا أبحث
عنك !
لقد
كنت مختبئا جيدا
كل هذه السنوات !
والآن،
لقد لاحظتك منذ
عمادتك.
هل
تنادي الأبدي؟
ها، ها، إنه حقا
بعيد !
الآن
أنت على الأرض
وبين البشر.
وفي
عالم البشر،
أنا الملك.
مع
هذا أنت تثير
شفقتي وأريد
مساعدتك لأنك
طيب وقد أتيت
لتضحي، لأجل
لا شيء.
سيكرهك
البشر لطيبتك
لأنهم جشعين
أكثر من رمال
هذه الصحراء.
لا
يستحقون بأن
نتألم لأجلهم.
إني
أعرفهم أكثر
منك.
هيا،
تعال.
"قطر
العرق من صدغي
يسوع وإذ نراه
يصلي بقوة ذهنية
أكثر.
جلس
الشيطان قبالة
يسوع وراح يفحصه
بنظرته المخيفة
بارزا ضحكة من
فمه، فم الحية.
وتابع: "أنت
تتحداني.
أنت
مخطىء.
أنا
الحكمة
على الأرض.
بإمكاني
أن أكون أستاذ
ك وأساعدك لتنتصر.
انظر :
الأهم،
هو الإنتصار.
ثم،
عندما نفرض
أنفسنا على
العالم ونغريه،
عندها نستطيع
أن نقوده حيثما
نريد.
ولكن
أولا، يجب أن
نكون ما يحلو
لهم، مثلهم،
نجذبهم ونجعلهم
يعتقدون أننا
معجبين بهم
وأننا نؤيدهم
في تفكيرهم.
أصغي
إلي.
سأعلمك
كيف تفعل لأني
يوما رأيتك بفرح
ملائكي وشيئا
من هذا الفرح
بقي في داخلي.
إذا،
أصغي إلي وانتفع
من خبرتي...
ولكن،
يا لي من مغفل.
انت
جائع وانا احدثك
عن أشياء إلا
الطعام.
انظر
إلى هذه الحجارة،
هي مدورة وملساء،
ذهبية تحت أشعة
الشمس الغاربة.
ألا
تشبه الخبز؟
انت، ابن الله،
يكفي أن تقول: "أريد" ،
حتى تصبح خبزا
ذو رائحة وساخنا،
خبزا يسيل في
الفم يشبع آلام
المعدة المسببة
من الجوع.
أشبع
نفسك، ابن الله.
انت
سيد الأرض...
أترى
كيف تشحب وتتهاوى،
فقط لسماع الحديث
عن الخبز؟ مسكين
يسوع
هل
انت ضعيف لدرجة
أنك لا تستطيع
ان تنجز أعجوبة؟
هل تريد ان افعلها
لك؟ لست من مستواك،
ولكن استطيع
أن افعل شيئا.
سأحرم
نفسي من قوتي
لمدة سنة، سأجمعها
لها، ولكن سأخدمك
لأنك طيب وسأتذكر
دائما أنك إلهي،
ولو حتى الآن
عصيت هذا الأمر.
ساعدني
في صلاتك لكي...
عندها أجاب يسوع: "اسكت. ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله".
إرتجف
الشيطان من
الغضب.
ضغط
على يديه وقلص
فكه بإطلاقه
خرخرة مرعبة.
ولكنه
غيّر رأيه، ففكّ
يديه، وأرخى
فمه راسماً ضحكة
وتابع: "
إني
أفهم.
أنت
أعلى من حاجاتك
على الأرض وكونك
تستخدمني يجعلك
تشمئز.
لقد
استحقيته.
ولكن
تعال انظرما
يجري في المعبد،
بيت الله، حتى
أن الكهنة لا
يرفضون التعامل
بين الروح والجسد،
لأنهم أخيرا
بشرا وليسوا
بملائكة.
أنجز
أعجوبة روحية.
سأحملك
من أعلى المعبد
وهناك من فوق،
ألق بنفسك إلى
الأسفل.
عندها،
تنادي الكتيبة
الملائكية وتقول
لهم بأن يصنعوا
لك بأجنحتهم،
منصة لقدميك،
لأنه أليس مكتوبا: "
أنه
يوصي بملائكته
بك فتحملك على
أيديها لئلا
تصدم بحجر رجلك" ؟
بهذا، ينزلونك
إلى وسط الساحة
الرئيسية.
وهكذا
فالذين هم في
الأسفل سيرونك
وسيتذكرون أن
هناك إله.
هذه
المظاهرات
ضرورية من وقت
إلى آخر لأن
ذاكرة الأنسان
ضعيفة لهذا
الحد، خصوصا
بما يتعلق بالروحانية.
سترى
كم ستفرح الملائكة
بأن تقدم لك
مكانا تريح قدمك
وسلما لكي تنزل
! "
قال له يسوع: " مكتوب أيضا لا تجرب الرب إلهك".
للمرة
الثالثة، تابع
الشيطان خطابه: "
أنت
تفهم أن حتى
ظهورك لن يغير
شيئا وأن المعبد
سيكون دائما
سوقا وفسادا.
إن
حكمتك الإلهية
تعلم أن قلوب
أسياد المعبد
هم عش حيات تتآكل
بينها لتصل إلى
السلطة.
وليس
هناك إلا السلطة
الإلهية لإخضاعهم.
إذا
تعال.
إعبدني.
سأعطيك
الأرض.
ألكسندر،
سيروس، قيصر،
جميع كبار غزاة
الأمس سيصبحون
شيوخ قوافل
سوقيون بالنسبة
إليك أنت الذي
سيكون لك جميع
ملكوت الأرض
تحت صولجانك
ومع الملكوت
كل الثروات،
كل فخامة الأرض،
والنساء، والخيول
والجنود والمعابد.
بإمكانك
رفع علامتك في
كل مكان عندما
تصبح ملك الملوك
وسيد العالم.
عندها،
ستصبح مطاعا
ومحترما من
الشعب والإكليروس.
ستكرمك
جميع الطبقات
وستخدمك لأنك
ستصبح الأقوى،
الفريد، السيد.
إعبدني،
ولو لحظة واحدة !
أنزع
عني هذا العطش
بأن أكون معبودا !
هذا
العطش الذي
أضاعني.
إستمر
في كياني ويحرقني.
إن
ألسن الجحيم
منعشة في الصباح
مقارنة لهذه
الحدة التي
تحرقني في داخلي.
هذا
العطش هو جحيمي.
لحظة،
لحظة واحدة،
أيها المسيح،
أنت الذي هو طيب !
لحظة
سعادة للمتألم
الأبدي !
إجعلني
أشعر بهذا الإحساس
الذي هو الله
وسأكون لك مخلصا،
مطيعا مثل العبد
طول حياتي، لكل
مشاريعك.
لحظة !
لحظة
واحدة، ولن
أزعجك أكثر !"
وإذ
بإبليس يخر على
ركبتيه، متوسلا.
يسوع
،بالعكس، فقد
قام.
وجهه
فظيع من القساوة.
عيناه
كسفيرين من
الغضب.
صوته
كالرعد الذي
يرتد على الصخر
والأرض المقفرة
إذ يقول : "
إذهب
يا شيطان !
مكتوب:
للرب
إلهك تسجد وإياه
وحده تعبد".
وبعد
أن تعب من شتى
محاولات الإغراء،
إذ بإبليس يقفز
جالسا وهو يصرخ
صرخة مؤلمة من
اللعن والكره
ضمنين.
ثم
اختفى بصيحة
لعنة جديدة
ليعود إلى الزمن
المعين
*
Centro Editoriale Valtortiano, Isola del Liri, Italie,
L’Evangile tel qu’il m’a été
révélé ماريا
فالتورتا، ج. ٢
الفصل٥،
ص٢٢
وتابع.
(مستخرجات).
إنّ
جزء من التحليل
الذي سيتبع
مستخرج من نفس
الكتاب، ص٢٧
وتابع كما
ص. ٢٣٣وتابع.
جلس
يسوع.
هذه
التجربة الأخيرة
على مدى أربعين
يوما من الحرمان
قد أهلكته.
ولكن
يُحدّد لنا
الإنجيلي أن
الملائكة جاءت
فصارت تخدمه (متى٤
١١).
من هو الشيطان؟ كيف نتعرّف على تأثيره؟
الشيطان
هو ملاكا مخلوعا.
ولكن
أولا، من هو
الملاك ؟
قبل
أن يخلق الله
البشر، خلق يهوه
الله ملائكة.
جيوش
إلهية، مخلوقات
ذو طبع روحاني
مهمتها خدمة
الله والبشر
بعد خلقهم.
الخدمة
هي واجبهم العام.
ولكن،
بعض من الملائكة
تؤدي واجبات
مميزة، وهذا
يعلمنا بالفعل
أن هناك مرتبات
توجد بينها.
في
العهدين الإثنين،
نجد الملاك
رافائيل، "
الله
يشفي"
(طو٣
١٦-١٧،
١٢
١٤-١٥)،
الملاك جبرائيل،
"
بطل الله"
(دا ٨ ١٦، ٩ ٢١ ،لو١ ٢٦)
،أو أيضا الملاك
ميكائيل الذي
هو "
مثل
الله "
(دا
١٠
١٣ـ٢١،
١٢
١).
الملاك
ميكائيل هو ملك
جميع الملائكة.
كما
ذكرنا، إن إبليس
هو ملاك مخلوع.
كان
يفترض عليه أن
يحتل مرتبة مهمة
في التراتبية
الإلهية.
ولكن
كبرياءه المجنون
أثاره.
أراد
أن يصبح مساو
لله، بل أفضل
من هذا، أن يأخذ
مكانه، إذا
أمكن.
لم
يعد يريد أن
يَخدم، بل أن
يُخدَم.
لم
يعد يريد أن
يسبّح الكلمة
الإلهية ، أي
بأن يقبل، بعبادته،
رؤية الفكرة
الأبدية التي
بالتالي ستتجسد،
لتصبح إنسانا
*
الرأي
حول الله الذي
كشف سر تجسد
الكلمة للملائكة
بعد خلقهم وفرض
عليهم عبادته
يمكن أن يستند
لصالحه عدة
دلائل إنجيلية
(لو
٢
٨
ـ١٥؛
يو ٨
٤٤
؛ ١
يو ٣
٨؛
عب١ ٦
؛ غل ٤
٤؛
١
تي ٣
١٦)
و
خصوصا في رؤيا
يوحنا(١٢
٣
ـ ٤).
ظهرت
علامة ثانية
من السماء:
تجاه
المرأة التي
ستلد، يوجد
تنين أحمر النار،
لديه سبعة رؤوس
وعشر قرون،
وعلى رؤوسه
السبع سبعة
أاليل (.3)؛
يكسح ذ نبه ثلث
نجوم السماء
(أي
الملائكة)
وتقذف
بهم إلى الأرض (.4).
هذا
التنين مع متمرديه
يجعلنا نفكر
بأن سر تجسد
الكلمة شف للملائكة
منذ أن خلقوا.
لتو
إنفصل الملائكة
إلى قسمين:
بعضهم(الثلث)
على
رأسهم إبليس(التنين)،
رفضوا عبادة
الكلمة المجسدة
وتم رميهم في
الجحيم.
أما
الآخرين، على
العكس، وعلى
رأسهم ميكائيل،
عبدوه وتم قبولهم
للرؤية الطوباوية
Editions M. Kolbe et edizioni Pisani1984, La Vierge Marie dans l'oeuvre de
Maria Valtorta,Gabriel M. Roschini O.S.M.,Note 1 p.90.
.
أراد
أن يكون معبودا.
إستطاع
أن يقود معه عدد
كبير من الملائكة.
ثم
جرى عراك وطُرد
إبليس مع الملائكة
من السماوات.
ولكن
الذي نسميه أيضا
بالعفريت لن
يقبل بالهزيمة.
أصبحت
الحية القديمة
الخصم، المتهمة،
العدو.
منذ
أن خلق الله
الإنسان، لم
يكف الشيطان
عن متابعة مهمته:
فصل
البشر(نقيض
المحبة والإتحاد
الأخوي)
وقتل
المهمة الإلهية،
أي الخليقة.
فهو
يمثل فعلا إنكار
الله.
كما
الله هو الحقيقة،
إبليس ليس إلا
كذبة.
كما
الله هو الحياة،
إبليس ليس إلا
الموت.
كما
الله هو محبة،
إبليس ليس إلا
الكراهية.
ولكنه
ليس إلا ملاكا
مخلوعا، وسيكون
من المغلوط
التعرف على
قدراته الفوطبيعية.
ليس
لديه من قدرات.
لا
يستطيع إبليس
أن يفعل شيئا
حتى ضد الإنسان
إلا بأن يغريه
بشتى الوسائل
لإدراجه على
الخطيئة وفصله
عن الله.
إذا
ألا يجب رؤية
الشيطان في جميع
أعماله أو في
الأحداث التي
ليست بالضرورة
ممتعة للعيش.
إذا
قمت بنزهة على
الدراجة وثقب
دولابي، لا يجدر
بي أن أرى عمل
الشيطان في هذا.
ببساطة،
إذا ثقب دولابي،
هذا يعني أن
الدولاب مستهلك
أو أنه واجه
مادة قاطعة.
لا
يوجد شيئا من
الشيطانية في
هذه القصة.
على
العكس، إذا
شاهدت شخصين
إثنين أو دولتين
أو أيضا عرقين
إثنين منقسمان
ويتنازعين،
عندها نستطيع
أن نرى تأثير
الشيطان.
لا
ننسى أبدا أن
الشيطان، هو
القاسم، ونخمن
من أن هذه القسمة
هي عمله.
لا
يستطيع الشيطان
أن يفعل شيئا
من تلقاء نفسه
ضد الإنسان،
هو يغريه ليدرجه
لعمل أشياء
سيئة.
أيضا،
وقبل أن نشير
إلى الطريقة
التي تبعها يسوع
لمقاومة إغراءات
العفريت، لنرى
قليلا كيف يعمل
الشيطان لإغرائنا.
عطف الشيطان؟
يظهر
الشيطان دائما
بزي جذاب، تحت
ظاهر مسالم؛
وفي جميع الأحوال،
بوجه عادي.
في
الحقيقة، هو
يتبع دائما خطة
متشابهة في كل
الإغراءات التي
يحدثها.
فالإغراءات
التي جربها
للمسيح، والتي
تلخص جميع اشكال
الإغراءات(لو٤
١٣)،
تتبع هكذا نفس
المخطط التي
جربه لآدم وحواء.
سنتوقف
بضع دقائق على
هذه الأشكال
من التجارب
لنتعرف عليها
بشكل أفضل،
وبالتالي،
لمعرفة مقاومتها
بشكل أفضل.
الطريقان
اللتان يتبعهما
الشيطان للوصول
إلى النفوس،
لأن النفوس هي
التي تهمه، هما
الإغراء الجسدي
والشراهة،
الشراهة بالمعنى
المحقر للكلمة،
أي الإفراط،
الجوع الذي لا
يسد بشيء ما.
بالفعل،
يبدأ الشيطان
دائما بالجانب
المادي.
هذا
ما فعله مع آدم
وحواء:
إذا
قال الله: "
لا
تأكلا من جميع
شجر الجنة؟ "
فقالت
المرأة للحية
: "
من
ثمر شجر الجنة
نأكل.
وأما
ثمر الشجرة التي
في وسط الجنة
فقال الله لا
تأكلا منه ولا
تمساه كيلا
تموتا ".
..." ورأت
المرأة أن الشجرة
طيبة للمآكل
وشهية
للعيون"
... وأكلت.
(تك٣).
واليوم
،كم من المرات
نخضع للإغراء
من قبل صور مذلة،
أو أيضا الإفراط
من سلع المنتوجات
الضرورية أكثر
لكياننا الشخصي؟
عندما نصبح
متيقظين من
الرهان، ومن
روحنا، نفهم
أفضل الكلمات
الصارمة ظاهريا
لفرنسيس في
رسالته الأولى
إلى المؤمنين(في
الفصل الذي
يعالج الذين
يرفضون أن يحيون
التوبة):"
أما
جميع الذين...
يستسلمون
للرذائل والخطايا،
ويسيرون في إثر
الشهوة الفاسدة
ورغبات جسدهم
الشريرة...
ويخدمون
جسديا العالم،بالرغبات
الجسدية، ومشاغل
الدنيا وهموم
هذه الحياة:
فهم
أسرى لإبليس،
إذ إنهم أبناؤه
ويعملون أعماله،
وهم عميان،
لأنهم لا يرون
النور الحق:
ربنا
يسوع المسيح...
انظروا
أيها العميان،
المخدوعون
بأعدائكم،
الجسد، والعالم،
وإبليس، فإنه
لعذب للجسد،
ارتكاب الخطيئة،
ومر هو القيام
بخدمة الله "...
الفضيلة
التي نستنتجها
لمقاومة هذا
النوع من التجربة
هي الطهارة
*
"
طوبى
لأنقياء القلوب
فإنهم يعاينون
الله متى ٥
٨.
هذة
السعادة البالغة
تتحقق الآن على
الأرض.
فأحاسيس
الذين لا يزعزعهم
تفكيرهم، يرون
الله ويسمعونه
أيضا يتبعونه
ويظهرونه للآخرين.
"
،حتى
ولو العالم سخر
من الذين هم
طاهرين
*
الذين
هم ملطخين بالفسق
يتهجمون على
الذين هم طاهرون.
يوحنا
المعمدان سيكون
ضحية دعارة من
فبل شخصين فاسدين.
مر٦
١٧ـ
٢٩
.
عندما
يفكك الشيطان
ويخضع الجانب
المادي للشيء،
عندها يوجه
هجومه نحو الجزء
الأعلى:
الجانب
الأخلاقي وأخيرا،
الروح.
الجانب
الأخلاقي:
هو
التفكير مع
الطمع والكبرياء.
هنا
أيضا، إن التقارب
بين الخطيئة
الأصلية وتجربة
يسوع في الصحراء
هو واضح.
قالت
الحية للمرأة:
" لن
تموتا !
إنما
الله عالم أنكما
في يوم تأكلان
منه تنفتح أعينكما
وتصيران آلهة
عارفي الخير
والشر".
ورأت
المرأة أن الشجرة...
منية
للعقل فأخذت
من ثمرها وأكلت
وأعطت بعلها
أيضا معها فأ
كل(تك٣
٤-٦).
هنا،
نلاحظ جيدا طمع
الثنائي الأول: "معرفة
الخير والشر"
كما
هذا الكبرياء
المجنون: "تصيران
كآلهة"
. لم
يسلم يسوع أيضا
من التجربة.
بالفعل،إذا
كانت التجربة
الأولى لرجل
صائم، متألم
من الجوع، فالتجربة
الثانية ستصب
في إغراء المسيح.
الدافع
المعرض من قبل
الشيطان كان
بحجة:
اهتداء
البشر بإنجاز
معجزة على مرأى
من الجميع.
في
الحقيقة، بهذا
يدفع يسوع للتجلي
بنفسه بكونه
المسيح، وذلك
لإتجاهه إلى
شهوة أخرى:
الكبرياء.
لنحفظ
جيدا أن الفضيلة
المنتجة لمقاومة
هذا النوع من
التجربة هي
التواضع.
الروح:
إنها
من أفظع التجارب،
لأنها إذا وقعنا
في الفخ، تنتج
على فسخ مهم بين
الإنسان والذي
خلقه.
والرب،
لن نكرره كفاية،
هو محبة.
إن
الفسخ المؤدي
من قبل هذه التجربة
تسلب المحبة
من قلب الأنسان
والخوف من الله.
في
جنة عدن، تتهم
الحية الرب بانه
كاذب وماهر في
التخطيط في آن
معا.
وهو
يقوله بحذق
كبير:
" لن
تموتا !
إنما
الله عالم أنكما
في يوم تأكلان
منه تنفتح أعينكما
وتصيران آلهة...
"
.الحقيقة
أن
آدم وحواء آمنا
بهذه الكذبة
الدنيئة هذه
مما سبب شعلة
الفسخ.
هما
يشكّان بالله.
يظنان
بأن الله كذب
عليهما، هو الذي
لا يقول إلا
الحق.
من
أبناء الله،
أصبحا أبناء
الشيطان واعتمدا
نفس العيوب،
لاسيما الكذب
واتهام الآخر.
إذا
المحبة التي
كانت في القلوب
والخوف من الله
اختفيا إلى حد
أنهما يتهمان
الله بكونه
مسؤولا جزئيا
عن هذه الخطيئة.
لنعد
إلى فصل سفر
التكوين عندما
سأل الله: "من
أعلمك أنك عريان؟
هل أكلت من الشجرة
التي نهيتك عن
أن تأكل منها !"
بهذا
السؤال، ألقى
الرجل غلطته
على شخصين:
قريبه
والله.
هو
ليس مسؤولا: "المرأة
التي جعلتها
معي هي أعطتني
من الشجرة فأكلت !"
بهذه
الجملة، يتهم
آدم الله بخلقه
إمرأة قربه،
لأن لو الله لم
يخلق له إمرأة،
لما حدثت هذه
المشكلة حسب
رأيه.
في
هذا الفصل من
الخطيئة الأصلية،
لقد ربح الشيطان
على جميع الجبهات(اعذرونا
على هذا التعبير).
لقد
جرّب الثنائي،
الذي خلق على
صورة الله، لقتل
المحبة، لتفريق
الإنسان عن
خالقه وحث القسمة
بين الثنائي
ذاته.
سيصل
إلى أهدافه
*
وليس
فقط الثنائي
الأول.
الشعب
في الإنجيل
سيستسلم مرارا
لهذه التجارب
و سيشك بخالقه
الذي أرسل له
مع هذا الطعام (
المنى
والسمانىـ خر
١٦
١ـ١٦)،
والماء (خر.
٣٢ ١ـ ٧).
مع
هذا، سيعبد
الشعب العجل
الذهبي(خر. ٣٢).
،
مع الثنائي
الأول.
سيتابع
المجرب هدفاً
مشابهاً مع يسوع
المسيح:
فأخذه
إبليس إلى جبل
عال جدا، وأراه
جميع ممالك
العالم ومجدها
وقال له:
أعطيك
هذه كلها إن
خررت ساجدا لي.
أخيرا،
جرب الشيطان
إغراء يسوع
بالذهب.
الذهب،
هذا المفتاح
الذي يفتح الأبواب
جيدا، هذا السبيل
إلى الفساد،
هذا الألفا
والأومغا لعدد
لا يحصى من الأعمال
البشرية.
للجوع
والخبز والنساء،
يصبح الإنسان
لصا.
للكبرياء
وحب السلطة،
يصل الإنسان
إلى الإنتحار.
ولكن
من أجل الذهب،
يصبح وثنيا.
ولقد
قدّم الشيطان
الذهب ليسوع
ليعبده.
لكن
يسوع اخترقه
بالكلمات
الأبدية: "للرب
إلهك تسجد وإياه
وحده تعبد".
الفضيلة
التي تمارس
لمقاومة هذا
النوع من التجربة
هي الإحسان
*
الإحسان
هي فضيلة لاهوتية.
هو
محبة الله والآخر.
.
بعدما أن رأينا الهدف المتبع من قبل الخصم وكيفية تصرفه لبلوغه، لنقم بتحليل مفصل حول سبل يسوع لمقاومة التجارب العدة من قبل الشيطان.
تصرف يسوع تجاه الشيطان
سكوت وصلاة.
سكوت،
لأن المناقشة
مع الشيطان غير
ضرورية.
هو
قوي في الجدل
ويخرج منتصرا
بعده.
لا
يتدخل يسوع إلا
في الأوقات
عندما يلمح
الشيطان أنه
الله ويستعمل
يسوع كلمة الله.
الإلتجاء
إلى الله، ليس
بكلمات مدونة
على الأوراق
بل منقوشة في
القلوب.
هذا
هو النموذج الذي
يقترحه يسوع.
الصلاة. التصرف حيال إغراءات العفريت من خلال الصلاة الموجهة إلى الله، توحّد الله وتجعل قوته تنساب في قلب الإنسان.
هكذا،
عندما يكون
لدينا إرادة
الإنتصار على
الشيطان، الإيمان
بالله وبمساعدته،
الإيمان في قوة
الصلاة وطيبة
الرب التي تنتج
عنها، عندها
لا يستطيع الشيطان
أن يؤذينا.
وبالصلاة
بالضبط سنذهب الآن
للإلتقاء بالشاب
فرنسيس برناردون
في شتاء العام ١٢٠٥...
النداء المسموع من قبل فرنسيس
سان داميانو
بعد
حادثة اللقاء
بالأبرص خصوصا،
يحب فرنسيس
الإعتزال وحده
للصلاة.
يميل
خاصة إلى كنيسة
صغيرة يعرفها
منذ طفولته.
تقع
على بضع مئات
من الأمتار من
أبواب مدينة
أسيزي ولا يتردد
إليها إلا عدد
قليل جدا من
المؤمنين.
عند
ذهابه للصلاة
في هذه الكنيسة
الصغيرة المكرسة
لسان داميان،
يتحد فرنسيس
بالله.
يقضي
ساعات في صمت
أمام المصلوب.
نتخيل
ببساطة أنه
يتردد إلى هذه
الكنيسة للصلاة،
لأن بصراحة،
عندما نرى وضع
هذا الخراب
الجزئي، لا
نستطيع أن نفكر
بأنه يأتي للتدفئة:
في
كل مرة يتساقط
المطر، تتسرب
المياه من الغماء
ويدخل الريح
من بين ثقوب
الجدران المسببة
من جراء سيلان
المياه.
مع
هذا، رغم البرد
والظليل اللذان
يسيطران في هذا
المزار، فرنسيس
هنا.
إنه
يصلي بحرارة
منذ بضع ساعات
وفجأة إذ بصوت
يفسخ الصمت : "
فرنسيس،
إذهب وأصلح بيتي
الذي، ما تراه،
يتداعى للسقوط !"
فرنسيس
مندهش.
هذا
الصمت الذي سمعه
جاء من المصلوب
وقد رأى شفتيه
تتحركان.
إرتجف
فرنسيس بكل
أعضائه لفرط
ما كانت المفاجأة
والدهشة كبيرتين.
تخيلوا :
في
هذه الكنيسة،
لم يسمع قط أحدا
لأنها شبه مهجورة
من قبل الناس.
هنا،
يسمع شخصا يتحدث
معه، وهذا الشخص،
إنه المصلوب !
لا
أحد يحتال عليه
ليتسلى.
لقد
شاهد شفتي المصلوب
تتحركان وتلفظان
هذه الدعوة
الغريبة : "فرنسيس،
إذهب وأصلح بيتي
الذي، ما تراه،
يتهادى للسقوط !"
لا،
ليس البرد الذي
يجعل صغيرنا
فرنسيس يرتجف
؛ إنه الخوف من
الله، تماما
مثل موسى الذي
تجلى له الرب
في لهيب نار من
وسط العليقة
التي لا تحترق،
وقال له : "
أنا
إله أبيك إله
إبرهيم وإله
إسحق وإله يعقوب"
(خر
٣
٦).
فرنسيس
ضائع، غير قادر
على الكلام.
ثم
رأى الثقوب في
غماء الكنيسة،
هذه الثقوب التي
تتسرب المياه
من خلالها.
رأى
الجدران التي
تتهدم، هذه
الجدران المثقوبة
التي يتوغل من
خلالها البرد.
إصلاح
البيت الذي
يتهاوى ـ إصلاح
البيت الذي
يتهاوى .
عادت
هذه الكلمات
مرارا إلى ذهنه.
بعد
الآن، لن يعرف
فرنسيس إلا رغبة
واحدة :
إصلاح
البيت الذي
يتهاوى.
وهذا
بالفعل ما سيفعله.
سيطيع
فرنسيس وسيجمع
كل قواه لينفّذ
كلمة المصلوب.
الإنسان الجديد
لإصلاح
كنيسة، نحتاج
إلى ملاط، حجارة،
عدة.
بإختصار،
نحن بحاجة إلى
مال !
لا
بأس.
سيبدأ
فرنسيس بالبحث
عن المال حيثما
وجده دائما
عندما ان يقيم
الحفلات مع
أصحابه، حيثما
وجده منذ قبل
عدة أشهر عندما
تسلّح مثل الفارس
:
في
بيته العائلي.
أخذ
بضع قطع من القماش،
باعها، وأعطى
المال للكاهن
التابع إلى هذه
الكنيسة.
هذا
الأخير، حذر
ومنتبه، رفض
المال الذي عرضه
عليه فرنسيس.
كان
من الحذر، بالفعل،
لأن بيار برناردون
الذي حتى الآن
أغمض عينيه
دائما على نفقات
إبنه البكر
المجنونة،
سيقاوم بعنف.
بعدما
أن أمسك بفرنسيس،
جره أمام مطران
أسيزي مطالبا
بإعادة ماله.
فعل
هذا ربما طمعا
بالقيمة المالية
المعوضة أكثر
من ودّه لإعادة
ابنه إلى أهدافه
الخاصة.
بالرغم
من هذا، لن تجري
الأمور كما
يأمل. أمام
صالة المحكمة
الكهنوتية
المليئة التي
يترأسها مطران
أسيزي، أعاد
فرنسيس المال
لأبيه و فضلا
عن ذلك نزع جميع
ملابسه قائلا
: "
بكامل
حريتي بعد الآن،
أستطيع أن أقول
:
أبانا
الذي في السماوات !
لم
يعد بيار برناردون
أبي، وها أنا
أعيد له ماله
هذا، وأيضا جميع
ملابسي.
سأذهب
عاريا لملاقاة
الله !
*
٢ ش ١٢
"
من
خلال هذا التصرف
الذي حرك مشاعرالجموع،
لا يشهد فرنسيس
فقط عن تغيير
روحي يتم في
داخله ولكن أيضا
عن التغيير
الإجتماعي
العميق الذي
سيتبعه.
من
خلال هذا العمل
وهذه الكلمات،
يتخلى فرنسيس
علنيا عن إرثه
العائلي المستقبلي.
منذ
تلك اللحظة،
إرتدى فرنسيس
ثوب الناسك.
قماش
خشن، القدمين
بالكاد مغطاة،
في يده عصا وزنار
من الجلد، هناك
شيئا يميزه عن
غيره من النساك:
هو
يعود أحيانا
إلى المدينة
لتسول الحجارة
بهدف إعادة
تأهيل كنيسة
سان داميان
والزيت لإنارة
سراج الكنيسة.
كونه
بهذا الطراز،
نظر إليه العديد
من الناس نظرة
شفقة.
ولكن
الكثير منهم
إضطهدوه وسخروا
منه.
فكروا
قليلا !
هو،
ابن بارز أسيزي
يدق الباب تلو
الباب ليتسّول
الحجارة عندما
لا يتسّول الخبز
ليأكل !
لا،
حقا، آه ـ آه ـ
آه، هذا مضحك
جدا !
هذا
الحدث، الذي
هو سهل سرده
كعيشه، يجدر
بأن يذكر.
إنّ
فرنسيس يفعل
مل يطلبه الله
منه، على الأقل
هذا ما فهمه
أمام جميع الأشخاص
الذين شهدوا
ولادته ورأوه
يكبر.
أجل،
إنّ فترة إعادة
تأهيل العمارات
الدينية التي
ستمتد من ١٢٠٦
إلى ١٢٠٨
هي فترة صعبة
لفرنسيس.
هذه
الفترة علمته
بأن يتحكم بأحاسيسه
:
إن
الأطعمة التي
تُعطى له خلال
تسوّله تؤدي
إلى غثيانه إلى
حّد لأن الأطعمة
الرديئة هي
مخصصة للطيور
أو للخنازير.
هذه
الفترة علمته
أيضا بأن يتنازل
عن "لأنا"
الشخصي
:
كان
يوما يتسول
زيتاً، ووصل
قرب فريقا من
اللاعبين، ربما
أصدقاء قدامى
له، هنا تراجع
واحمّر خجلا.
ولكنه
غيّر رأيه وتقدّم
أمام المجموعة
واعترف علناً
بغلطته.
عندما
انتهى من تأهيل
كنيسة سان داميان،
بدأ فرنسيس
بإصلاح عمارة
دينية ثانية،
وهي كنيسة القديس
بطرس، وكنيسة
ثالثة، كنيسة
ورسيكول المخصصة
للقديسة العذراء
*
سيُحدّد
توماس من شيلانو
أيضا :
المخصصة
لطوباوبة العذراء،
أم الله...
١
ش ٢١.
.
سيحدّد
فرنسيس هذا
الإيمان في
الكنائس في
توصيته : "لقد
أعطاني الرب
إيمانا كبيرا
في الكنائس،
إيمانا عبّرته
بصيغة صلاة
بسيطة :
نحن
نعبدك ، يا سيدنا
يسوع المسيح،
في جميع كنائس
العالم، ونبارك
لخلاص العالم
بصليبك المقدس".
*
#1578; ٤ـ ٥
وبعد
الإنتهاء من
إعادة تأهيل
الكنيسة الثالثة،
ها إنّ حدثاً
مهمّا سيجري.
الإنجيل
نحن
في ٢٤
شباط من العام
١٢٠٩،
ذكرى عيد القديس
ماتياس *
أو
١٢
تشرين الأول
١٢٠٨،
يوم عيد القديس
لوقا.
ويحضر فرنسيس
قداسا في هذا
المصلى لكنيسة
بورتيونكول
الذي انتهى من
إعادة تأهيلها.
واسترعت
كلمات الإنجيل
المتلاة من
الكاهن انتباهه.
وها
هي، صفحة الإنجيل هذه :
"دعا
تلاميذه الإثني
عشر،...
وأرسلهم
يسوع وأمرهم
:
... "فأكرزوا
قائلين قد اقترب
ملكوت السماوات.
إشفوا
المرضى أقيموا
الموتى طهّروا
البرص أخرجوا
الشياطين.
مجانا
أخذتم فمجانا
أعطوا.
لا
تقتنوا ذهبا
ولا فضة ولا
نحاسا في مناطقكم.
ولا
مزودا للطريق
ولا ثوبين ولا
حذاء ولا عصا
لأن الفاعل
مستحق طعامه.
وأيّة
مدينة أو قرية
دخلتموها،
فاسألوا فيها
عمن يستحقكم
وكونوا هناك
حتى تخرجوا.
وإذا
دخلتم البيت،
فسلموا عليه
قائلين:
السلام
لهذا البيت.
فإذا
كان ذلك البيت
مستحقا فسلامكم
يحل عليه وإن
كان غير مستحق
فسلامكم يرجع
إليكم...
"(متى
١٠
١.
١٣).
لقد
سمع هذه الكلمات
عدة مرات، ولكنه
لم يفهمها أبدا
مثل اليوم.
وإذ
بفرنسيس يصرخ
: "هذا
ما أريده، هذا
ما الذي أبحث
عنه، الذي أتحرق
لفعله من صميم
قلبي !"
*
١ش ٢٢
وعند
انتهاء القداس،
قام فرنسيس،
فائضا من الفرح،
لإنجاز ما قد
سمعه للتو:
حل
رباط حذائه،
ترك عصاه، ولم
يدع إلا رداء
وبدّل زناره
الجلدي بحبل...
بدأ
بتطبيق الإرشادات
الأخرى باهتمام
كبير.
هو
ليس بأصمّ عندما
يقرأ الإنجيل،
ويتكل بذلك على
ذاكرته الجيدة
لسماع كل شيء
والإجتهاد
لإتمام الإرشادات
ضميريا وبدقة.
*
١ش
٢٢(في
الموضع نفسه ).
رغم
ذلك، في هذا
الصباح المنعش
من شهر شباط،
إذ بقلبه الملهم
بالإنجيل الذي
سمعه للتو، فإن
فرنسيس بعيد
عن الشكوك من
أهمية الإكتشاف
لمستقبل الكنيسة.
هو
لا يفكر بالملحدين
ولا بالحرب
الصليبية التي
يستعد البابا
لها ضدهم.
هو
لا يفكر إلا
بالإجابة شخصيا
إلى نداء الله.
غير
أن، في تصميمه
لأتباعه هذا
الفصل بدقة،
سينجز عملا ذو
نزاع كبير؛
سيتعهد لإتباع
طريقا جديدا
سيكون بالتالي
مقابلة الإنجيل
مع عالم القرى
الجديد.
في
الحقيقة، إن
كل انتباهه هذا
الصباح، من
خلاله، يستوعب
الإنجيل في صميم
قلبه ويصرخ "هذا
ما أبحث عنه،
هذا ما أريده !..."
لندع
الأخ إلوا لوكلار
يعلق على هذه
الأشياء الثلاث
التي تنفصل بقوة
عن هذا النص
وتنزع فرنسيس
عن حياته التنسكية
برميه على الطرقات،
لمقابلة البشر
والتاريخ
*
إّن
التعليقات التي
ستلي والبعض
التي سبقت،
مستخرجة تقريباً
من كتاب لإلوا
لولار
Eloi Leclerc O.F.M., François d’assise- Le retour de
l’Evangile, Desclée de Brouwer 1986, ch 5 :
L’Evangile retrouvée.
.
يسوع يرسلهم في مهمة
في
عالم مسيحي
مستقر بصلابة
ومكرس لجمودية
النظام الإقطاعي،
يرن هذا الإنجيل
بشكل غريب مثل
نداء حركة،
للحياة المتجولة.
الرسل
مدعوون للإنطلاق
والدوران حول
العالم، مثل
التجار المتجولين
في ذلك الزمن.
بالحقيقية،
يجب أن يكون
الفرد تاجرا
أو ابن تاجر
لسماع هذا النداء
في جديده وحاضره.
في
الحقيقة أن عند
قراءة هذا النص،
بدأت أرجل فرنسيس
تحكه ؛ ليس لديه
إلا رغبة واحدة،
إلا عجلة واحدة
:
الرحيل،
عبور العالم
بخطوات كبيرة
فردوسية.
في
ظل كنيسة مثقلة
بملكيات عقارية
ضخمة وتملك فعلا
أرجل من رصاص،
وجد فرنسيس خفة
المشي واسبشاره،
قفز الشباب،
فرح تلهف المرسل.
في
نفس اللحظة،
ابتعد من كل
استقرار إقليمي
، أدار ظهره لكل
بيت ثابت، لكل
منطقة نفوذ.
فسخ
مع النظام السياسي
والديني في
زمانه، نظام
أسياد الكنيسة
و الفوائد .
لقد
اكتشف من جديد
الإنجيل مثل
مبادرة من الله
للبشر.
بخلاصة،
وجد مهمته.
لا ذهب ولا فضة
الفقرالمفروض
في ضمن ذلك النص
ومصاغا هنا من
قبل المسيح،
سيأخذ كل رونقه
وحيويته : "لا
تقتنوا لا ذهبا
ولا فضة..."
الذهب
والفضة !
في
هذا العصر لعودة
الذهب والفضة،
الله يعلم إذا
رنت هذه الكلمات
في أذني فرنسيس !
هو،
ابن تاجر قماش
ثري يعلم مكانة
هذه القطع الغالية
في المجتمع
الجديد.
وليس
فقط في الحياة
الإقتصادية
حيث تلعب دورا
متزايدا في
المقايضات،
وأيضا في الحياة
الإجتماعية،
على صعيد العلاقات
الإنسانية.
فلقد
كان الأفراد
مقدرين أكثر
فأكثر حسب ما
لديهم من نقود
معدنية أو راجحة.
أصبحت
العلاقات الإنسانية
علاقات مالية.
هي
رموز جديدة
للثراء، وفرضا
الذهب والفضة
آداة جديدة
للسلطة، مثل
الأراضي في
النظام الإقطاعي
القديم.
من
يمتلكهما يسيطر
على الآخرين.
أصبحا
الدوا والفلورين
في أعلى درجة.
فحوّلا
الحركة العامة
ومثالها في
الشراكة إلى
خصومة وعداوة
بين المدن.
هما
أيضا أحدثا ،
في قلب كل قرية،
عدم مساواة
إجتماعية وأنواعا
جديدة من الإضطهاد.
حيثما
يسيطران الذهب
والفضة، تنتهي
ألأخوية بين
الأفراد.
كان
يجب العمل بالتطلب
الإنجيلي بجدية
كبيرة.
يجب
اتباعه بحذافيره.
ولكن
كرسول مسيح
حقيقي، سيرفض
فرنسيس قطعاً
التحالف مع
المعبود الجديد.
إزاء
هذا الشرط فقط،
سيستطيع إعلان
البشرى الجديدة.
ولكن ما هي هذه البشرى الجديدة؟
السلام المسيحي
قال
يسوع لرسله
: "وإذا
دخلتم البيت
فسلموا عليه
قائلين السلام
لهذا البيت".
فإذا
كان ذلك البيت
مستحقا فسلامكم
يحل عليه وإن
كان غير مستحق
فسلامم يرجع
إليكم"(لو١٠
٥-٦).السلام !
هذه
هي الرسالة.
التبشير
هو أولا إعلان
السلام، السلام
المسيحي الكبير،
الذي يصلح البشر
مع الله ومع
بعضهم البعض،
ويبدّل علاقاتهم
بتحريرهم من
كل عبودية.
لن
يعلن هذا السلام
إلا من قبل أناس
غير طامعين
وطاهرين من كل
إرادة سلطة.
إن
عالم البشر هو
حقل من المجابهات.
لا
ينبغي من رسول
الإنجيل الظهور
مثل عدو أو منافس
قي سباق نحو
الغنى والسلطة.
إن
الفقر وهو وحده،سيكون
الطريق الذي
سيقودهم نحو
مجموعة أخوية
مع جميع البشر،
وفي المرتبة
الأولى، مع
المحرومين.
هذا
هو الإنجيل
الذي، ما إن
سمعه فرنسيس
حرك مشاعره.
كان
يجوب المدن
والضيع، يروي
توماس دو شيلانو،
يعلن ملكوت الله
ويبشر السلام
*
ش 36
...
كان
يبدأ كلا من
وعظاته بهذه
الأمنية من
السلام : "ليعطك
الرب السلام".
هذا
السلام، سيقدمه
دائما وبقناعة
إلى الرجال
والنساء، إلى
جميع الذين
يقابلهم أو
يصادفهم على
الطريق.
وقد لاقى أثرا مع نعمة الله، إلى جلب هؤلاء الذين كانوا حتى الآن متمرين ضد السلام، و أعداء لخلاصهم الشخصي، إلى معانقة السلام من كل قلبهم وأصبحوا هم أنفسهم أبناء السلام * 1 ش 23 ...
سيبقى
فرنسيس مخلصا
لمهمة السلام
هذه حتى آخر
أيام حياته.
هناك
شاهد، رئيس
الشمامسة، توماس
دو سبالاتو،
يصف لنا تبشيرا
إنجيليا حيا
لفرنسيس :
" هذه
السنة(عام
١٢٢٠) ،
كنت مقيما في
مركز دراسات
في بولونيا؛
ويوم عيد صعود
العذراء، رأيت
فرنسيس يبشر
في الساحة، أمام
القصر العام.
كانت
المدينة تقريبا
مجتمعة هناك.
لم
يكن تبشيره
يحتوي على معنا
مقدسا.
كان
بالأحرى
خطابا...
طوال
مدة خطبته، تحدث
عن واجب إخماد
الكراهية وإتمام
معاهدة سلام
جديدة.
كانمرتدياً
ثوبا بشعا؛ لم
يكن وجهه جميلا.
لكن
الله أنعم عليه
الكثير من الساطة
في كلماته إلى
حد أنها أعادت
السلام في عدد
كبير من العائلات
النبيلة، التي
كانت حتى الآن
مفتتة بسبب
الكراهية القديمة،
القاسية والغاضبة
حتى القتل.
" *
Historia Salonitarum, MGH ? XIX ,580 Lemmens,Testimonia minora p 10
التجدد الإنجيلي
في
الشهادة السابقة،
نرى فرنسيس
الذي، في وعظه،
يتحدث عن الشيء
الذي يبدو له
مهما:
علاقات
البشر مع بعضهم
البعض.
من
هنا، يدخل الإنجيل
إلى الحياة.
لا
تجدد إنجيلي
دون تجدد بين
العلاقات الإنسانية.
يجب
أولا هدم جدار
الكراهية،
الإحتقار،
اللامبالاة
الذي يفصل الناس
من نفس مدينة،
من نفس بلد،
وإقامة علاقة
أخوية حقيقية
بينهم.
إذا
كيف يتصرف فرنسيس
للوصول إلى تلك
النتيجة ؟ هو
لا يخفي النزاعات
؛ ولا يغوصها
في أسلوب صوفاني
ومتجرد.
هو
يعلم ماهي طموحات
الناس الحقيقية
في زمانه الذين
يبغون لعلاقات
إجتماعية جديدة.
وسيعمل
تحديدا على
تذويب هذه الطموحات.
توجّه
إلى جميع سكان
نفس المدينة،
داعيا، يقول
توماس من شيلانو، "لعقد
معاهدة سلام
جديدة"
،
معاهدة إجتماعية
جديدة.
فابن
القرية هذا يعلم
عما يتحدث.
إن
السلام الذي
يبشره فرنسيس
لا يختصر، كما
نراه، على الصعيد
الروحي.
لا
يوجد سلام حقيقي
ودائم إلا في
تبادل احترام
الحقوق لكل فرد،
حقوق معرفة
ومدونة في شرط،
معاهدة أو بروتوكول
اتفاق.
نحن
في زمن شروط
الحرية.
يعود
فرنسيس إلى
الوحي القروي
الأول :
لروح
المشاركة والأخوية.
ويفعله
ببثّه لشباب
مجتمع المدن
نفساً جديداً.
ما
هو هذا النفس
الجديد الذي
هو قادر على هدم
جدران الإنفصال
وتقارب البشر
؟ إن قوة كل عمل
إنجيلي، ما هو
أفضل مقياس
لفعاليته، سيكون
دوما إبراز
للجميع ما تحتويه
البشرى الجديدة
بالإضافة إلى
الدهشة، لا بل
من فضيحة بنظر
العالم، يعني
:
إن
الله، بواسطة
ابنه، أراد أن
يكون على صلة
مع الخطأة،
المستبعدين
والمنبوذين
؛ بدأ بالبحث
عن الضائعين،
إقترب من الذين
هم بعدين جدا،
وأصبح صديقا
لهم وتناول
الطعام معهم
للإدلال بعلامة
المصالحة.
هذا
هو محتوى البشرى
الجديدة.
ولكن
مثل هذه الرسالة
لا تستطيع أن
تكون هدفا لخطاب
؛ لا يجب الوقوف
علنا من أعلى
منبر أو منصة.
يجب
أن تترجم بالتصرفات،
بتعهد للوجود.
بتبادل
إحساس وانتباه
في كل يوم لإستغاثة
البشر.
يتبادل
في نوع من المشاركة
الأخوية.
هذا
تحديدا ما الذي
سيكتشفه المعاصرين
في فرنسيس.
فرجل
الله لا يقف على
درجة أعلى منهم.
"بين
الخطأة، يكتب
توماس من شيلانو،
يظهر واحدا منهم.
*
١ ش ٨٣
"
كان
حقا صديقهم.
وفي
هذه الصداقة،
إن الأفراد
الأقل احتراما،
مثل المستبعدين،
فَهموا أنّ الله
تقّرب منهم :
لا
أحد مستبعد.
وفجأة،
تأكدوا أنهم
هم أيضا محبوبين
من الله، ومتصالحين
معه، بقدر ما
كانوا تعساء.
من
أجل هؤلاء الناس
المتأثرين بهذه
الرؤيا، يستطيع
فرنسيس القول
:
"لقد
سامحكم، إفعلوا
هذا أيضا.
استقبلوا
الواحد والآخر
ما هو استقبلكم."
البيت المجدد
عندما
جاب فرنسيس
مدينة الأومبري
لإعلان البشرى
الجديدة، كان
شمال إيطاليا
ممتلئا بالبدع،
خصوصا من قبل
المانويين.
لن
يهجم المبشر
الشاب على جبهة
البدع ؛ لن يتأخر
بالمجادلة.
ولكن
متعمقا من الروح
القدس، بدأ
عفويا برأس
الإنجيل، تاركا
لشفافية أعين
الجميع، ما
لامسه وحرك نفسه
العميقة :
حنان
الله الذي لا
حد له.
فحدث
شيئا مميزا :
دون
عنف، دون حرب
صليبية، دون
تحقيق، إختفت
البدع من إيطاليا،
"مثل
طيور الليل التي
هربت مع أولى
أشعة الشمس".
آه،
سيدتنا الشمس
أختنا التي
تعطينا،بواسطتك،
انت العلي،
النهار والنور.
هي
جميلة، تشع
إشراقا كبيرا
ولأجلك أنت،
هي تدعونا كل
يوم لعيش الإنجيل.
عيش الإنجيل
سنكتشف الآن مبدأين من قاعدتنا اللتان تشكلان محورا القاعدة نفسها.
البند٤.
إن
قاعدة وحياة
الفرنسيسيين
العامين هي
التالية :
عيش
إنجيل سيدنا
يسوع المسيح
تبعا للقديس
فرنسيس الأسيزي
الذي جعل من
المسيح ملهمه
ومركز حياته
مع الله والبشر
*
١ ش ١٨ و ١١٥.
.
إن
المسيح، هبة
محبة الله، هو
الطريق نحو
الأبانا ؛ هو
الحق الذي بواسطته
يدخل الروح
القدس ؛ هو تلك
الحياة التي
أتى يعطيها
بغزارة *
يوحنا
٣ ١٦
، ١٤
٦.
سيجتهد
الفرنسيسيون
العامون لقراءة
متكررة للإنجيل،
مرورا من الإنجيل
إلى الحياة ومن
الحياة إلى
الإنجيل
*
فاتيكان
٢
مرسوم رسالة
العامين ٣٠
.
نلاحظ
أن البند ٤
يتألف من ثلاث
أجزاء :
بعدما
أن طرحنا الإثبات
المحدد لما هية
قاعدتنا للحياة،عيش
الإنجيل، نتعرف
إلى صفات المسيح
التي يعطيها
لنا : "أنا
الطريق، الحق،
والحياة"
.بالفعل،
سنبدأ تعمقنا
لهذا البند
بدراسة هذه
الكلمات.
ثم
سنتابع مع الإنجيل
لننتهي أخيرا
بالتوصية التطبيقية
التي تختم بضعة
الأسطر هذه.
أنا هو
نجد
في الأناجيل
أكثر من خمسين
*
والذي
يتضمن أثر من
أربعين في إنجيل
يوحنا.
جملة للمسيح
حيث يعبر عن
ال "أنا "، "أنا
الذي "أو
أيضا "أنا
هو ".
هذه
ال "
أنا "تتمحور
على شكلين :
في
المطلق أو مع
صفات.
قبل
أن نطرح الصفات
الطريق، الحق،
الحياة ، لنتوقف
بضع لحظات حول
رؤية الكائن
الإلهي ليسوع
في الأناجيل
: "
أنا
هو ".
لقد
استطعنا أن نقرأ
في الفصل الأول،
في النص الذي
يتحدث عن تجسد
الله، أنّ المصالحة
بين الله والبشر
تمت من خلال
يسوع، ابن الله،
بمعنى آخر من
الله الذي أصبح
انسانا.
إذا،
لن يكشف يسوع
نسبه الإلهي
لتلاميذه وللبشر
في بداية تبشيره.
سيفعله
تدريجيا وأيضا
بطريقة غامضة
أحيانا.
لنرى
ولنسمع ثلاثة
مواقف تتواجد
في الأناجيل
حيث يسوع يظهر
لنا آلهيته
ولنختار، بين
الحالات المعتمدة
من معاصريه،
تلك التي ننتمي
إليها.
طرح
يسوع هذا السؤال
على تلاميذه
: "من
تقول الناس إن
ابن البشر هو
؟ فقالوا : "قوم
يقولون إنه
يوحنا المعمدان
وآخرون إنه
إيليا وآخرون
إنه إرميا أو
أحد من الأنبياء "
وقال
لهم يسوع : "وأنتم
من تقولون إني
هو؟ "
أجاب
سمعان بطرس
قائلا : "أنت
المسيح ابن الله
الحي ".
فأجاب
يسوع وقال : "طوبى
لك يا سمعان بن
يونا فإنه ليس
لحم ولا دم كشف
لك هذا لكن أبي
الذي في السماوات..."
(متى
١٦
١٣ـ١٧).
لا
نقارن أبدابعدالة
هذا الإيمان
من بطرس. لنعد
إلى النص.
منذ
بضعة أشهر،
يرافق بطرس
رجلاحتى الآن،
اسمه يسوع.
صحيح
أن هذا الرجل
ينجز أعمالا
أعجوبية، ويتلفظ
بعبارات مدهشة
ولكنه
يظهر
لأعين الجميع
رجل، ببساطة
رجل.
ويعترف
بطرس بأنه المسيح،
ابن الله الحي.
؛
يؤكد بأن هذا
الر جل الذي
اختارهم هو
الله .
إلى
جانب هذا الإعتراف
بالإيمان من
قبل بطرس، يشير
المسيح أن هذه
الرؤيا تأتي
من الأبانا الذي
هو في السماوات.
"
بالإيمان(بطرس
في تلك اللحظة)
يخضع
الإنسان عقله
وإرادته لله
إخضاعا كاملا.
وهو
يوافق الله صاحب
الوحي موافقة
كاملة...
" *
ت
م ك ك §
١٤٢.
للأسف،
إن جميع الذين
كانوا على اتصال
مباشر مع المسيح،
لم يتبعوا هذا
الموقف.
نجد
في إنجيل القديس
يوحنا، في المقطع
الذي عنوانه "انذار
لليهود الكفار "
ثلاث
تأيدات معلنة
من يسوع المسيح
عن كيانه الإلهي. "إنكم
تموتون في خطاياكم
لأنكم إذا لم
تؤمنوا أني
أنا هو
تموتون في خطاياكم
(يو٨ ٢٤)
:" أنا
هو الكائن "
هو
الإسم الإلهي
المعلن لموسى(خر٣ ١٤)
ويعني
أن إله إسرائيل
هوالإله الوحيد
ولا إله معه(تث
٣٢
١٤
).
ولكن
لغة هذه تبقى،
لسامعي المسيح
في ذلك العهد،
غامضة بوجه
خاص. "وإن
تفسيره العميق
لم يفهم تقريبا
بكامله للسامعين
الموجودين،
هذا ما يظهره
السؤال الذي
طرحوه فورا
بعده، وبكل عجلة
: "
من
أنت إذا ؟و الجواب
الذي يعطيه يسوع
لهذا السؤال
هو الشرح(ما
سأقوله قبلاً)
يعبر
عن إرادته الواضحة
بعدم إعطاء
النور المشع
لنفوس لا تستطيع
أن تتحمل الوهج "
*
Recherches de Sciences Religieuses 1966, les EGO EIMI Chistologiques du quatrième évangile,
A. Feuillet, p.17.
.
تتابعت
المناقشة وإذ
بتأكيد ثان: "
إذا
رفعتم ابن البشرفحينئذ
تعرفون أني أنا
هو وأني لست
أفعل شيئا من
عندي "
(يو
٨
٢٨).أجل !
بعدما
رفعوا المسيح
على الصليب،
فهموا بأنه...
هوالذي
أرسله الله
ليخلصهم
كان
يجب عليهم أن
يفهموا، عندما
رأوا كيف أنهم
سيختفون شعب،
متشردين بين
اللطفاء المبادرين
للإيمان بيسوع.
إن
الحوار بين
اليهود الكافرين
ويسوع سينتهي
برؤيا جديدة
: "الحق
الحق أقول لكم
قبل أن يكون
إبرهيم أنا
كائن "
(يو
٨
٥٨-٥٩).
في
تلك اللحظة،
أخذو حجارة
ليرجموه .
هذا
يعني أن السامعين
قد فهموا ما
قاله يسوع.
إن
إدعاء يسوع
لأنتمائه لشكل
إلأهي موجود
هو، بنظر اليهود،
تجديف يستحق
عقوبة الرجم.
وبالفعل
إن هذا الإدّعاء
بكونه ابن الله
سيحدد عقوبة
موته: "فسأله
رئيس الكهنة
وقال له: "
هل
أنت المسيح،
ابن الله المبارك
؟ "
ـ
فقال له يسوع: "
أنا
هو...
"
فشق
رئيس الكهنة
ثيابه وقال : "
ما
حاجتنا إلى شهود
؟ قد سمعتم التجديف
فماذا ترون ؟ "
فحكم
عليه الجميع
بأنه مستوجب
الموت (مر
١٤ ٦١ـ
٦٤).
مع
هذا، عند موت
يسوع على الصليب،
إن إثبات بنوته
الإلهية ستكون
معلنة من قبل
الرومان :
وإن
قائد المئة
والذين معه
يحرسون يسوع
لما رأوا الزلزلة
وما حدث خافوا
جدا وقالوا في
الحقيقة ان هذا
ابن الله !(متى
٢٧
٥٤).
الرومان،
هؤلاء الملحدين،
هم متزعزعزن
بسبب الأحداث
التي شهدوا لها.
هذه
الهزة الضميرية
قد تحدث بدء
تطور باطن يكتمل
بالحلة السرية،
بفعل الروح
القدس
*
ت
م ك ك ١٤٥٣.
.
الطريق
لنذكر
أولا ملاحظة
ستكون حقيقية
للصفات الثلاث
التي يعطيها
يسوع والتي
سنقوم الآن
بالتعمق فيها
:
الصفات
الثلاث هي مقدمة
بآل التعريف
المفرد.
أنا
الطريق،
الحق،
الحياة
وليس :
أنا
طريق(ضمن
آخرين)،
حق(ضمن
حقائق أخرى)،
حياة(ضمن
أخريات).
أنا الطريق : ولكن ما هو الطريق ؟ وما جدوى منه ؟
بالمعنى
الصحيح، إن
الطريق هو درب
محضر للذهاب
من مكان إلى
آخر وبالمعنى
المجازي إنه
الطريق للوصول
إلى هدف ما.
إن
المسيح هو هذا
الطريق الذي
يقودنا إلى
الأرض المقدسة. "أنا
الرب إلهك الذي
أخرجك من أرض
مصر من دار العبودية
"(خر
١٤
٥٣).
آه !
كم
من حق هو حقيقة
مع المسيح.
لقد
قادنا من بلاد
مصر لأرض المقدسة
التي ليست فلسطين
بل السماء !
إن
الخطيئة فينا
والخطيئة
هي
في هذا الغلال
المقيد الذي
بواسطته يتمسك
بنا الشيطان.
لقد
جاء المسيح
ليكسر هذا الغلال
باسم الآب
وأيضا
حسب أمنيته.
لقد
جاء المسيح
ليتمم الوعد
الذي لم يفهم
: "
لقد
أخرجتك من مصر
ومن دار العبودية "
. وسيتم
هذا الإنجاز
الروحي مع مجيء
المسيح.
إن
إلهنا ينتزعنا
من الأرض التي
أغرت أباؤنا
الأول، ينتزعنا
من عبودية الغلطة،
ينزلنا بالنعم،
يأذن لنا بملكوته
*
Centro Editoriale Valtortiano, Isola del Liri, Italie,
L’Evangile tel qu’il m’a été révélé
ماريا
فالتورتا
الجزء ٢ص. ٤٩٣.
.
إن
الملكوت هو
المكان الذي
نحن مدعوين
للإقامة فيه.
ويقول
المسيح عشية
آلآمه : "أنتم
عارفون إلى أين
أذهب وتعرفون
الطريق "
. لنتذكر
جواب توما : "
لسنا
نعرف أين تذهب
وكيف نعرف الطريق
؟ قال له يسوع
: "
أنا
الطريق والحق
والحياة لا يأتي
أحد إلى الآب
إلا بي "
(يو١٤
٤ـ
٦).
الحق
أنا
الحق.
إن
السؤال الذي
يخطر في بالنا
هو الذي طرحه
بيلاطس ليسوع
: "ما
هو الحق ؟ "
(يو
١٨
٣٨).
نتكهن
في سؤال بيلاطس
عن تساؤل ذي طبع
فلسفي، وليس
تيولوجي.
إن
بيلاطس هو حاكم
روماني وإنسان
مثقف.
الحق
بالنسبة إليه
يجب أن يتحدد
يالذي سنقوله
والذي يقابله.
هذا
ليس بخطئ وأحيانا
يستعمل يسوع
هذه العبارة
للبدء بدعوة
مهمة : "
الحق،
الحق أقول لكم...
".
ولكن
من فم يسوع تحدد
العبارة نفسها
أولا شخصا : "إني
ملك وإني لهذا
ولدت ولهذا أتيت
إلى العالم
لأشهد للحق فكل
من ان من الحق
يسمع صوتي "
(يو
١٨
٣٧).
نستطيع
أن نترجم : "
لم
آت إلى العالم
إلا لأشهد للرب.
كل
من كان من الله
يسمع صوتي "
. أجل،
ليس من الشجاعة
ترجمة الحق
بالله ، لأن
الله هو الحق 0
الله
هو الحق نفسه
وأقواله تجلت
عن التضليل.
ولهذا
يستطيع المرء
أن يسلم بكل ثقة
لحقيقة كلمته
ووفائها في كل
شيء.
بدء
خطيئة الإنسان
وسقوطه كان كذبة
من المجرب الذي
حمل على الشك
في كلمة الله
وعطفه ووفائه
*
ت
م ك ك ٢١٥.
.
إن
الروح القدس،
من خلال حركته
الدائمة وتدخله
في الحياة المقدسة،
يجعانا ندخل
في الحقيقة
الإلهية.
الحياة
يسمي
الإنسان الحياة،
المدة التي بعد
ولادته من أمه
يبدأبالتنفس،
بتناول الطعام،
بالحركة، بالتفكير،
بالتعرف.
ويسمي
الموت الوقت
الذي يكف فيه
عن التنفس، عن
تناول الطعام،
عن الحركة، عن
التفكير، عن
العمل، عندما
يصبح جثة باردة
ودون إحساس،
مستعدة للدخول
في الكفن.
ولكن
إن رؤية هذه
الأشياء ليست
صحيحة لأن هناك
إختلاطا بين
الحياة و الوجود.
لا
تبدأ الحياة
بالوجود ولا
تنتهي مع الجسد
في آن معا.
إن
الحياة التي
يتحدث عنها يسوع
لا تبدأ داخل
أحشاء الأمومة.
هي
تبدأ عندما،
في تفكير الله،
تولد روح، خلقت
من خلاله، خلقت
لتسكن جسدا
*
ي
في هذا المعنى،
نجد في إر ١ ٤ـ
٥ :
فكانت
كلمة الرب إلي
قائلا :
قبل
أن أصورك في
البطن عرفتك
وقبل أن تخرج
من الرحم قدستك
وجعلتكَ نبيّاً
للأمم.
.
وتنتهي
عندما تقتلها
الخطيئة.
إذا،
تبدأ الحياة
قبل الولادة.
ثم،
ليس للحياة
نهاية لأن الروح
لا تموت، أي لا
تضمحل.
هي
تموت لمصيرها
الذي هو روحي
ولكنها تعيش
من أجل عقوبتها.
هي
تموت لهذا المصير
السعيد عندما
تموت في النعمة.
هذه
الحياة، المصابة
بالغرغرين التي
هي موت مصيرها،
تتتابع طوال
العصور في اللعنة
والعذاب.
وبالعكس،
إن هذة الحياة،
محفوظة ما خلقت،
تصل إلى كمال
الحياة عندما
تصبح خالدة،
كاملة، سعيدة
مثل خالقها
*
ماريا
فالتورتا،
الجزء٢،ص. ٥٨٦و٤٨٧.
Centro Editoriale Valtortiano, Isola del Liri, Italie,
L’Evangile tel qu’il m’a été révélé
.
نفهم
الآن أفضل معنى
كلمات المسيح
: "أنا
الحياة "
. أجل،
هو الحياة لأنه
هو الأصل مع
الأبانا والروح
القدس وهو أيضا
الكائن الذي
يسمح لنا بالحفاظ
عليها للأبد.
إن
تمييز الحياة
والوجود يسمح
لنا أيضا بفهم
العبارات الأخرى
للمسيح حيث
يتحدث عن الحياة،
مثلا : "
... ومن
أهلك نفسه من
أجلي يجدها "
(متى
١١
٣٩)...
الذي
يعني أن أيا كان
يفقد وجوده
بسببي سيجدها
في الحياة الأبدية.
لا نستطيع أن نختم هذه الدراسة دون ذكر القديس أوغسطين :
أنا الطريق، الحق والحياة ! لكأن المسيح يقول لنا عبر هذا :
من أين تريد المرور ؟ أنا الطريق.
إلى أين تريد الوصول ؟ أنا الحق.
أين تريد أن تسكن ؟ أنا الحياة.
الإنجيل والأناجيل
يدعو
البند ٤
من قاعدتنا لعيش
الإنجيل.
قبل
أن نذكر معنى
كلمة عيش ، لنقم
قليلا بعلم
الدلالة حول
كلمة إنجيل.
بالفعل،
نتحدث عن عيش
الإنجيل (
في
المفرد)
حين
أننا نتحدث
أحيانا عن الأناجيل
الأربعة.
في
هذه الحال، أي
من ألأناجيل
الأربعة يجعلنا
نعيش ؟ السؤال
يجعلنا نبتسم
لأننا نحذر
جميعا الجواب
لهذا السؤال.
كلمة
إنجيل، التي
تعني البشرى
الجديدة ، لا
تشيرأبدا إلى
نص أو فن أدبي
في العهد الجديد.
المقصود
هنا إعلان البشرى
الجديدة عن
الخلاص الآتي
للبشر من خلال
يسوع المسيح
الذي هو المحور.
ولن
تأتي كلمة إنجيل
إلا في غضون
العصر الثاني
لتشير واحدا
من النصوص الأربعة
ناقلة بذلك سيرة
حياة المسيح
إثر مروره على
الأرض.
فلا
نمزج كلمة
إنجيل(المعرفة
بال)
وألأناجيل
التي سنتحدث
عنها الآن باختصار.
أربعة
أناجيل تحمل
كل واحدة إسم
مؤلفها وذلك
لتمييزها عن
بعضها البعض.
ولكن،
رغم تشابهها
التي يمكن أن
تكون مقارنة(خصوصا
للأناجيل الأولى
الثلاثة)،
فإن كل مؤلف له
لمسته الخاصة
في الكتابة.
متى
يسمع ويستنتج
؛ مرقس يشاهد
ويروي ؛ لوقا
يفحص ويعرض ؛
يوحنا يحي ويخاطب
*
Librairie LECOFFRE J. GABALDA et Cie
Editeurs 1993 , Synopse des quatre Evangiles en français,
Lagrange et Laverne . p.6.
.
لنتوقف
بضع لحظات للتعمق
في هذا الجانب
:
نعلم
بأن متى ويوحنا
هما شاهدا عيان
مباشرين للأحداث
التي نقلوها
خطيا.
فهما
بالفعل يشكلان
جزءا من الإثني
عشر رسولا.
أما
مرقس، فقد كان
تلميذ بطرس.
مكتوبه
إذا مشتق جزئيا
من هذا الشاهد
العيان ما من
التعليم الديني
الشفهي في بداية
الكنيسة، وقد
استندت هذه
الأخيرة على
أهم ما ورد في
إنجيل متى(العبري).
لوقا،
تلميذ بولس،
إستفاد أيضا
من الترجمة
اليوحنية التي
من خلالها إقتبس
عددا مهما من
الأحداث التي
أغنت الإنجيل
بشكل كبير.
لوقا
ومتى هما الوحيدان
اللذان تحدثا
عن طفولة يسوع.
ولكن
الروايات المتعددة
التي يقدمانها،
تشير إلى أنهما
إقتبسا جيدا،
الواحد والآخر،
من مصادر مختلفة
(
يبدو
جيدا أن لوقا
قد استجمع شهادة
القديسة مريم
مباشرة ).
أمل
يوحنا، أخيرا،
فقد ان الكاتب
الأخير حسب
التعبير التاريخي.
عندما
كتب إنجيله،
كان من المستحيل
أنه قد كان على
مرأى من الأناجيل
الثلاثة الأخرى.
وهذا
لأنه ينقل لنا
القليل من ألأحداث
المكتوبة قبلا
ولكنه يصر على
معنى حياة المسيح،
تعابيره وكلماته.
من
جهة أخرى، هو
يدخل مؤلفه في
إطار حياة دينية
يهودية، أكثر
من ألأناجيل
الأخرى.
لعيش
الإنجيل، يجب
التعرف على هذه
الأناجيل.
إذا،
عندما نسمع في
كل قداس فصلا
من الإنجيل،
من الجيد القيام
بقراءة مستمرة .
إذا
لم يحدث لك هذا
من قبل، نقترح
عليك بقراءة
المؤلفات الإنجيلية
في الترتيب
التالي :
أولا
إنجيل مرقس،
ثم متى، ثم لوقا
وأخيرا يوحنا.
من
المحتمل أن
نكتشف فصولا
كنت تجهلها
سابقا.
إن
قداس الأحد ينقل
لنا بالفعل،
في سياق هذه
السنوات الثلاث،
أهم النصوص
الإنجيلية،
ولكن البعض منها
لن تقرأ أبدا
إلا خلال الأسبوع.
من
المحتمل أن تكون
قد قرأت هذه
الأناجيل من
قبل، ولكن هل
تعتقد بأنك قد
فهمتها، جميعها،
بحيث أن هذا
يبعدك عن عدم
قراءتها مرة
ثانية ؟ تذكر
مثال فرنسيس...
عيش الإنجيل
لقد
لاحظت جيدا كيف
حصل النداء
المسموع من
فرنسيس.
إن
الحدث بحد نفسه
يعرض في الوقت
نفسه شيئا مؤثرا
وممتعا.
مؤثرا،
لأنه دائما
مؤثرا رؤية روحا
تتجه نحو الله.
ممتع،
لأن الطريقة
التي حصلت فيها
لا تخلو من السحر.
إليك،
أنت الذي يقرأهذه
الأسطر، هل حصل
لك أحيانا أن
تواجدت مع المصلوب
يتحدث إليك
ويعطيك مهمة
لتنجزها ؟ حصل
هذا لفرنسيس
ويجب الإعتراف
بأنه ليس بالشّيء
السّخيف.
وأقل
من هذا، هو أنه
لم يفهم المعنى
الروحي لهذه
الرسالة الإلهية.
لم
يفهمه إلا من
الناحية المادية. "إذهب،
فرنسيس، وأصلح
بيتي الذي يتهدم !"نستطيع
أن نفكر بأن
الكائن الذي
يصله رسالة من
السماء، ظاهريا
خمسة علىخمسة
، على الصعيد
السمعي، يجب
عليه فعلا أن
يستعلي ويفهم
عجائبيا عما
يجري !
ولكن
لا !
سيجتهد
فرنسيس لمدة
ثلاث سنوات
لإعادة بناء
الكنائس التي
تتداعى.
لن
يتخيل للحظة
ما أن البيت
الذي يتداعى
وعليه بنائه
هي الكنيسة
مع "آل
التعريف "
. واللحظة
التي فهم فيها
(أخيرا
)
والطريقة
التي حدثت فيها
تستحقان حقا
الذكر :
لقد
فهم فرنسيس
رسالة مصلوب
سان داميان :
ـ
من خلال قداس
؛
ـ
عند سماعه الكاهن؛
ـ
عند قراءة إنجيل
اليوم ؛
بكل
بساطة.
"عيش
إنجيل سيدنا
يسوع المسيح "
ليس
أولا، أو فقط
فصلا من قاعدتنا.
إن
هذا الإرشاد
هو الجواب العملي
لدعوات أبانا
الله، ومريم
والدة الله،
في موضوع العبارات
وأعمال يسوع
المسيح :
" فله اسمعوا "(متى ١٧ ٥)
يقول
لنا الأبانا
على جبل تابور.
إن
عيش الإنجيل
يأتي أولا من
خلال سماع كلمة
الله.
" مهما يأمركم به فإفعلوه "(يو٢ ٢)
العمل
بما يقوله !
إن
عبارة "
إسمعوا
له "
من
الآب تتوافق
مع تمام الفعل،
ولكن بما أننا
بشرا ذي رأس
متصلب، فإن
الحنان الأموي
من قبل أمنا
تحدد أنه لا يجب
فقط الإستماع،
ولكن العمل.
بالفعل،
إن مريم تقول
لنا نفس الشيء
كما الله أبانا،
ولكن ببساطة
بطريقة أنوثية
بحيث أنها تستعمل
هي أيضا شكلا
قوعديا مخصص
للأولاد الذين
هم نحن :
في
هاتين الحالتين،
المقصود هنا
أمر بالجمع...
الإنتقال من الإنجيل إلى الحياة ومن الحياة إلى الإنجيل
تتصدر "المعرفة " من الإنجيل، ليس من تطور ثقافي فقط بل من "خبرة " ، "من وجود " . وإذ نحن متأكدون من هذا التحديد، نفهم افضل هذه العبارة من المسيح التي تبدو لنا غامضة بعض الشيء إذا عرضنا الإنجيل من ناحية ثقافية بلا قيد ولا شرط : " وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفونك أنت الإله الحقيقي وحدك والذي أرسلته يسوع المسيح "(يو ١٧ ٣). إذا، إن الحياة الأبدية تعني "إختبار الله " .
هل
لاحظت أن البند
٤ من
قاعدتنا يعد
ست مرات كلمة
حياة.
وهذا
يدل أن فرنسيس
يعطي أولوية
للحياة في نظرياته.
ولكن
يجب الإنتباه
لعدم التقلص
لبغية تشويه
على ما نحن مدعوين
إليه.
لا
يجب الإكتفاء
بمراجع الأناجيل
في الحياة.
ألن
يكون هذا مجازفة
لتضييق كلمة
الله بتبرير
أفعالنا وأفكارنا
الخاصة ؟ والإستغناء
عن خدام الله
لمستعمل لخدمات
الله ؟
المقصود
بالأحرى عيش
الإنجيل تبعا
لأمثال القديس
فرنسيس الذي
جعل من المسيح
ملهمه
ومركز
حياته مع الله
ومع البشر.
بالنسبة
لفرنسيس، لا
يتوقّف المرجع
النّهائيّ على
نص الإنجيل ولكن
يبقى الإنجيل
هو أولا شهادة
حياة يسوع المسيح
الذي هو الطريق،
الحق والحياة.
أخيرا، سنختم بذكرنا رابطة النسق " و " الذي يجمع بين العبارتين : " الإنتقال من الإنجيل إلى الحياة ومن الحياة إلى الإنجيل " . بعد أن " سمع " ، و بعد أن " فعل " ما طلبه منه، إن الأخ العلماني للقديس فرنسيس مدعو لإتمام مراجعة لحياته : هل فعلت اليوم حسنا ما طلبه الله مني ؟ إذا، حتى ولو لم يكن مسجلا في قاعدتنا أننا مدعوين لنصبح قديسين، فإن الأسلوب المقترح يسمح لنا بالإتجاه نحو القداسة، للعيش حقيقة هذا التعريف المسيحي المعطى من القديس بولس : " وأنا حي، لا أنا بل إنما المسيح حي في " (غل ٢ ٢٠)
البند ٥.
سيبحثون عن اكتشاف الشخص الحي والفاعل للمسيح في إخوتهم، في الكتاب المقدس، في الكنيسة، في القداس. سيكونون ملهمين في حياتهم الإفخارستية، وموجهين بهذا الإيمان الذي جعل القديس فرنسيس يكتب :"في هذا العالم، لا أرى شيئا إحساسيا من العلي ابن الله، إلا جسده القدوس ودمائه".
لن
نحلل فورا بعمق
محتوى هذا البند.
بالفعل،
فلقد سنحت لنا
الفرصة بفعله
في البند ٤(للكتاب
المقدس)
وستسنح
انا الفرصة
بفعله عندما
سنتحدث عن البند
١٣(للأخوة)،
البند ٦
(للكنيسة)
والبند
٨(للإفخارستية).
هل
محرر قاعدتنا
اقترف اسهابا
بكتابة عدة مرات
الشيء نفسه في
أماكن مختلفة
؟ لا.
ليس
هناك من حشو
لغوي غير ضروري.
بالحقيقة،
إذا كان البند
٤
يصيب أساسيا
علاقتنا الخاصة
مع الله، فالبند
٥
مخصص لتوجيه
محبتنا لله تجاه
الآخرين، ولكن
بطريقة مميزة
:
ببحثنا
عن اكتشاف الشخص
الحي والفاعل
للمسيح في إخوتنا،
في الكتاب المقدس،
في الكنيسة وفي
الطقس المسيحي.
هم
التذكير القوي
لوصيتي المحبة
:
أحب
إلهك و أحب قريبك.
فتذكيره
الدائم ليس بغير
ضروري.
في
الوقت الحالي،
سنتحدد، من خلال
مثل، لتوضيح
البحث عن الإنسان
الحي والفاعل
للمسيح في الأخ
ونتائجه في
الحياة.
بما
أننا جميعا
أبناء من نفس
الآب، فإننا
جميعا إخوة.
سنختم
تحليل هذا البند
السابق من خلال
تعريف مسيحي
جميل جدا معطى
من القديس بولس.
لنعيد
هذا التعريف،
ولكن بإكماله
: "إذا
القريب هو ابن
الله، فهذا لأن
المسيح يحيا
فيه ".
يدعونا
البند ٥
للبحث عن الشخص
الحي والفاعل
للمسيح في القريب.
مثلا،
للأشخاص المتزوجين،
إن أول قريب هو
الزوج أو الزوجة.
هناك
فكرة سائجة تقول
أن يوم الزفاف
يمثل بالقوة
قمة السعادة
الموجودة في
حياة ثنائي
،وبعد هذا اليوم
الجميل(الذي
لا يجب أبدا
تقليله)،
يبدأ الحب بالتخفيف
لا بل بالتجمد
عبر الزمن.
إنه
لحقا شيئا حزينا
للإيمان بهذه
الفكرة.
ألا
يجدر علينا
البحث أفضل في
الشريك، بعد
سنتين، خمسة،
عشرة، عشرين
أو أربعين سنة
من الحياة المشتركة،
عن الشخص الحي
والفاعل للمسيح
في الآخر ؟ سنكتشف
إذا أن المحبة
تعبر بقوة في
الأشياء الأكثر
بساطة، في الأشياء
التي هي حتما
الأقل ظاهرا
لأعين العالم.
عندما
نرى قريبنا من
هذه الناحية،
يتحول العالم
والمحبة، بدل
أن تتجمد، تنمو
باستمرار.
هل
سبق أن رأيت
سنديانة تكبر.
إن
البرعمة الصغيرة،
ذي أوراق أخضر
فاتح وناعم في
أولى سنواتها،
بحاجة لكثير
من العناية.
أحيانا
من الضروري قطع
العليق من حولها
والذي ينمو
بسرعة، فهذا
يؤدي إلى خنقها.
بالفعل،
إن النبتة تبقى
ضعيفة في جمالها
الموثر.
ثم
تمر السنوات.
دون
ضجة، دون إنتباه،
كبرت النبتة
وامتلأت.
الشجيرة
أصبحت شجرة.
تحول
الأخضر الفاتح
إلى أخضر ثابت.
في
هذه الأثناء،
لم يعد العليق
يستطيع فعل شيء،
هذا لأن جذعه
يرفع قرونه.
كل
سنة، تعطي الشجرة
ثمرا.
كل
سنة، تلجأ طيور
السماء في الشجرة
بحثا عن مخبىء.
رغم
أن هذه الشجرة
عرفت، مثل الشجر
الأخرى، شتاء،
زوابع وأحيانا
عواصف، ولكن
إن نظرة الآخر
سمحت لها بالنمو
في الجمال،
الفخامة، طول
العمر، السعادة
والفرح.
نعم،
الفرح !
"
ألإبتهاج
لقلوب ملتمسي
الله "
(مز
١٠٥
:
٣)
. إذا
كان بإمكان
الإنسان <
أن
ينسى الله أو
يرفضه،
فإن
الله لا يفتأ
يدعو كل إنسان
إلى إلتماسه
لكي يحيا ويبلغ
السعادة.
إلا
أن هذا الإلتماس
يقتضي من الإنسان
جهد عقله الكامل،
واستقامة إرادته،
و
قلبا مستقيما
، ما يقتضي أيضا
شهادة الآخرين
الذين يعلمونه
كيف يلتمس الله
*
ت
م ك ك٣٠
أسئلة
أسئلة لفحص المعارف
١) هل بإمكاني تذكر المخطط الذي يتبعه الشيطان دائما لإغرائنا وما هي الطرق التي يعطينا إياها يسوع، كما كان هو القدوة، لمقاومة إغراءات العفريت ؟
٢)
بعد
أ ن أعاد بناء
ثلاث كنائس،
سمع فرنسيس،
إزاء قداس،
إنجيل إرسال
الرسل في مهمة،
ما هي العوامل
الثلاث
القوية التي
تنبعث من هذا
النص والتي
ستشكل العوامل
المؤسسة للروحانية
الفرنسيسية
؟
٣) ما هو قانون الفرنسيسيين العلمانيين وحياتهم ؟
أسئلة للّتعمق
١)
في
بداية القداس،
يتلو الكاهن
والشعب معا فعل
الندامة.
في
القسم الثاني
من هذا الفعل،
يتضرع الجميع
بضعة أشخاص "
بأن
يصلّوامن أجلي
إلى الرّب إلهنا". هل
أنا قادرلتسمية
هؤلاء الأشخاص
الذين أتضرّع
لأجلهم ولمن
أطلب التّشفّع
من أجلي؟ ولماذا
التضّرّع لهؤلاء
الأشخاص بالتّحديد؟
٢)
لقد
استجاب فرنسيس
بحيوية لفصل
من الإنجيل.
هذا
الفصل قد شوش
حياته.
هل،
أنا أيضا، قد
قرأت أو سمعت
جملة أو إحدى
جمل الإنجيل
التي أثرت مباشرة
إلى قلبي والتي
استمالت وجهة
نظري و تصرفي
؟
٣) "الإنتقال من الإنجيل إلى الحياة ومن الحياة إلى الإنجيل " . ما هي الشروط العملية الضرورية التي ستثير في وضمن الأخوية هذا التحرك التوازني الذي يجب أن يصبح حركة إنعكاسية في أخ فرنسيسي أو فرنسيسية ؟